الذكر الحكيم

هداية القرآن هي الأكمل!

توفيق بن سعيد الصائغ

القرآن يهدي المسلم لأعلى مقامات السلوك البشري الممكن، وإن كان غير القرآن من مناهج أهل الأرض يهذب بعض السلوك فإن القرآن كمنهج رباني متكامل يهذب السلوك كله، ويرفع صاحبه، ويتسامى به في العقائد والعبادات، والأخلاق والمعاملات، فهو لا يقتصر على عقيدة جافة بلا أخلاق أو عبادات، ولا يقتصر على عبادات متعبة بلا عقيدة سمحة، أو معاملات، أو أخلاق، كما أنه لا يقتصر على أخلاق شفافة بلا عمل أو علم أو معاملة.

فمن تمسك به، وعمل بما فيه؛ نال الأجر الوفير في الآخرة، واستحق المكانة العالية في الدنيا، وإن كان من أقل الناس مالًا وجاهًا، ومن أعرض عنه ونأى بسلوكه عن تعاليمه فهو وشأنه مع الله، وساعتها لا تسْل لمن أعدت النار إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ۝ وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإسراء: 9-10].

قال السعدي في تفسيره: “يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته، وأنه يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]. أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس، وأقومهم، وأهداهم في جميع أموره وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ [الإسراء:9] من الواجبات والسنن أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء:9] أعده الله لهم في دار كرامته لا يعلم وصفه إلا هو: وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإسراء:10] فالقرآن مشتمل على البشارة والنذارة، وذكر الأسباب التي تنال بها البشارة وهو الإيمان والعمل الصالح والتي تستحق بها النذارة وهو ضد ذلك”[1].

من أراد النور فليبحث عنه في كتاب الله.

المصدر: طريق الإسلام.

  1. تفسير السعدي (ص: 454).

مواد ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى