الذكر الحكيم

لماذا نحفظ القرآن؟

الشيخ محمد بن صالح المنجد

مجموعة من الأسباب التي تبين أهمية حفظ القرآن الكريم، ومنزلة من يحفظه.

1) التأسي بالنبي ﷺ: فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يحفظه، ويراجعه مع جبريل -عليه السلام- ومع بعض أصحابه.

2) التأسي بالسلف: قال ابن عبد البر: “طلب العلم درجات، ورتب لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة؛ فقد تعدى سبيل السلف -رحمهم الله- فأول العلم حفظ كتاب الله -عز وجل- وتفهمه”[1].

3) حفظه ميسر للناس كلهم، ولا علاقة له بالذكاء، أو العمر، فقد حفظه الكثيرون على كبر سنهم. بل حفظه الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فضلًا عن الأطفال.

4) حفظ القرآن مشروع لا يعرف الفشل… كيف؟! حين يبدأ المسلم بحفظ القرآن الكريم بعزيمة قوية ثم يدب إليه الكسل، والخمول فينقطع عن مواصلة الحفظ، فإن القدر الذي حفظه منه لا يضيع سدى، بل إنه لو لم يحفظ شيئًا فإنه لن يحرم أجر التلاوة، فكل حرف بعشر حسنات.

5) حملة القرآن هم أهل الله، وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفًا.

6) حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث: إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، والجافي عنه…[2] فأين المشمرون؟

7) الغبطة الحقيقية تكون في القرآن، وحفظه، ففي الحديث: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب، وقام به آناء الليل… الحديث [3].

8) حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، ففي الحديث: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله -عز وجل- خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل[4]، ويذكر أن الإبل في ذلك الزمان أنفس المال، وأغلاه.

9) حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله[5]، ويذكر أن الصلاة عمود الدين، وثاني أركان الإسلام.

10) حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا، والآخرة، ففي الحديث: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين[6].

11) حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد، وعند دفن الشهداء كان النبي ﷺ يجمع الرجلين في قبر واحد، ويقدم أكثرهم حفظًا.

12) وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله، وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه[7]، فهنيئًا لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب.

13) حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث: لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق[8]. ويقول أبو أمامة: “إن الله لا يعذب بالنار قلبًا وعى القرآن”[9].

14) أن حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث: يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتقِ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها[10] قال ابن حجر الهيتمي: الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب؛ لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها[11].

15) حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث -واللفظ للبخاري-: مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة[12].

فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم: فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ۝ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ۝ كِرَامٍ بَرَرَةٍ [عبس: 13- 16].

16) حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث: من قرأ حرفًا من كتاب الله؛ فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها[13].

17) حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل، أو يقود سيارته، أو في الظلام، ويقرأ ماشيًا، ومستلقيًا، فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟!

18) حافظ القرآن لا يعوزه الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في حديثه، وخطبه، ومواعظه، وتدريسه، أما غير الحافظ فكم يعاني عند الحاجة إلى الاستشهاد بآية، أو معرفة موضعها. فهل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله؟!

المصدر: موقع طريق الإسلام.

  1. جامع بيان العلم وفضله (2/ 1129).
  2. أخرجه أبو داود (4843)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح، (4972).
  3. أخرجه البخاري، رقم: (5026).
  4. أخرجه مسلم، رقم: (803).
  5. أخرجه مسلم (673).
  6. أخرجه مسلم، رقم: (817).
  7. أخرجه مسلم، رقم: (804).
  8. أخرجه أحمد، رقم: (17409)، والطبراني، رقم: (5901)، وحسنه الألباني في السلسلة (7/1521).
  9. أخرجه الدارمي في سننه، رقم: (3362)، وابن أبي شيبة، رقم: (30079).
  10. أخرجه أبو داود، رقم: (1464)، والترمذي، رقم: (2914)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح، رقم: (2134).
  11. الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي (ص: 113).
  12. أخرجه البخاري، رقم: (4937).
  13. أخرجه الترمذي، رقم: (2910)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (7/970).

مواد ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى