هيا بنـا نؤمن ساعة

شهر رمضان .. شهر تجديد الإيمان

نور عالم خليل الأميني

 مرحبًا برمضان شهر الصيام والقرآن وتجديد الإيمان، من قِبَل جميع المسلمين، والمؤمنين المُتَعَبِّدِين، الطائعين المنيبين، الأوّبين المخبتين؛ حيث إنّه شهر يجدون فيه الفرصة مواتيةً لغفران الذنوب، واستحقاق الجنة بفضل الله ورحمته، ولأن يُربُّوا أنفسَهم على الصبر على المكاره وعن الشهوات والرغبات وعلى صبر الأنفس على الطاعة والعبادة، والذكر والتلاوة، وتطهيرها من جميع الذنوب والآثام.

المسلمون يَفْرَحُون بمقدمه؛ لأنه تنزل فيه الرحمات، وتُضَاعَف الحسنات، وتُكَفَّرُ الخطايا والسَّيِّئَات، وتُزَاد الروحانيَّات، وتَكْثُرُ فيه أعمال الخير والبر والتقوى، والفضلُ الذي لا ينقطع قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا [يونس: (58)].

يَفْرَحون به لأنّ نبيهم ﷺ كان يُبَشِّر أصحابَه بقدومه؛ فقد أخرج الإمام أحمد والإمام النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: لقد جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مباركٌ كتب الله عليكم صيامَه، فيه تُفْتَح أبواب الجنان، وتُغْلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرَه فقد حُرِم[1].

كيف لا يَفْرَحُون وهم يُقْبِلُون فيه على عبادة عظيمة فريدة، لم يُعْبَد بها غيرُ الله ، وهي الصوم؛ حيث قال الله تعالى – كما جاء في الحديث القدسيّ–:  كلُّ عمل ابن آدم له إلاَّ الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به[2].

وقد صَرَّح عددٌ من العلماء أن سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يُعْبَد به غير الله بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك[3].

إنه لشرفٌ أيُّ شرف للمسلم أن يحظى برمضان الذي لا تُحْصَى فضائله، وحسبه فضلاً أنه من صَامَه بإخلاص النية غُفِرَ له ما تَقَدَّم من ذنبه، فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه[4].

إنّ الله تعالى لحكمة يعلمها ولرحمة منه بعباده الضُّعَفاء المخطئين خَصَّ هذا الشهر الكريم بالفضائل والبركات، حتى يستوفوا الأجرَ، ويستغفروا من الذنوب، ويَتَطَهَّرُوا من جميع الأدران الخلقية، والأرجاس الفكرية، ولوثات الخطيئات التي تكون كادت تُهْلِكُهم وتُسْقِطُهم في الدرك الأسفل، فإذا هم أطهارٌ مغسولون من الخطايا كلِّها، يستحقّون بفضل من الله جنتَه؛ من ثم كان السلفُ يستعدّون لرمضان، ويدعون الله أن يُبَلِّغَهم رمضانَ، حتى يجتهدوا فيه في العبادات، والسهر والقيام ليلاً، والصيام نهارًا، ويواصلوا الليلَ بالنهار في الذكر والتلاوة، والقيام بأنواع البر والتقوى.

   المصدر: مجلة الداعي (دار العلوم ديوبند).

  1. أخرجه أحمد ط الرسالة برقم (7148) والنسائي في كتاب الصيام، ذكر الاختلاف على معمر فيه برقم (2106) وصححه الألباني.
  2. أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شتم برقم (1904) ومسلم في الصيام، باب فضل الصيام برقم (1151).
  3. فتح الباري (4/188).
  4. أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتسابا من الإيمان برقم (38) ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان برقم (759).

مواد ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى