هيا بنـا نؤمن ساعة

رمضان شهر الدعوة

الدعوة إلى الله من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، وأعظم القربات، وإن شهر رمضان لفرصة سانحة، ومناسبة كريمة، وأرض لنشر الدعوةِ خصبة، ذلكم أن القلوب في رمضان تخشع لذكر الله، وتستعد لقبول المواعظ الحسنة، وتقوى بها إرادة التوبة، وإذا كان أصحاب الدعاية والإعلام والفن والغناء والمجون قد أعدوا عدتهم من قبل رمضان بأشهر وهم في جد واجتهاد، وتراهم يعرضون مهرجاناتهم وبرامجهم، ويروجون لمسلسلاتهم وسهراتهم التي يشغلون بها أوقاتهم في رمضان المبارك، ويرون أنهم على شيء وهم على سراب وباطل، فإن الداعية إلى الله تعالى القائم على الحق أولى وأحرى بأن يعد لرمضان العدة، ويشمر عن ساعدي الدعوة، ويرتدي رداء الأنبياء المبلغين الناس الخير والهدى، وأن يبذل في ذلك قصارى جهده في الدعوة إلى الحق.
فينبغي على الداعية أن يستغل شهر رمضان استغلالاً تامًا، يسد جميع أبواب الفراغ، ويغطي ساحات العمل الدعوي، ويشبع الناس بالدعوة إلى الله بشتى الوسائل والبرامج؛ لذا كان الأمر متحتمًا على الجميع أن يقوموا بالدعوة إلى الله في رمضان، وأن يجعلوها من مقدمات أعمالهم؛ وليعرضوا عمن يقول: إن السلف كانوا يتفرغون للعبادة والقرآن، فحالنا يختلف عن حالهم، ففي زمنهم كان الناس مقبلين على العلم والعبادة في غير رمضان كإقبالهم في رمضان، وكان الناس أحسن حالاً مما هم اليوم عليه، فكانوا جميعًا يتفرغون للعبادة في رمضان، أما اليوم فالناس بحاجة إلى من يلاحقهم بالنصيحة، ويراعي لهم ظروفهم ورغباتهم، وإلا فكثير من الناس إلا من رحم الله بعيدون عن مظانِّ النصيحة، فإذا أقبلوا عليك في رمضان علَّهم لا يقبلوا في غيره، وانتهاز الفرص سلوك نبوي.
والدعوة أيضًا عبادة متعدية للغير، فهي خير من العبادة القاصرة من حيث الجملة؛ ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم. ومن وسائل الدعوة وطرائقها في رمضان:

  • الكلمة الطيبة: فالكلمة هي سلاح الدعوة الأول، فعن طريق النصيحة الفردية يحصل الخير الكثير، فيحسن بالداعية ألا يفوت فرصة ارتفاع روحانيات المدعو في رمضان لإكسابه صفات ومفاهيم جديدة، مع مراعاة حال المدعوين وما عندهم من نقص لينبه عليهم لتفاديه، فكل شخص له واقعه وظروفه وصفاته، مع تجنب الإطالة فإن الإطالة تؤدي للملل، وإذا كثر الكلام أنسى بعضه بعضًا.
  • إلقاء الكلمات والمواعظ في المساجد بعد الصلوات، وأثناء صلاة التراويح، بحيث تتضمن بعض الأحكام والرقائق والآداب، وتكون هذه الكلمات منهجية ومهمة في تكوين الشخصية المسلمة.
  • عمل مقرأة قرآن يوميًّا في أي وقت مناسب، بحيث يجتمع أفراد الحي على قارئ مجود عالم بأحكام القراءة، ويتعاونون على إتمام ختمة للقرآن، أو إقامة المعارض والندوات أثناء الشهر والحرص على الانتقاء الأمثل للمواد المعروضة في المعارض، وغير ذلك من الأنشطة والبرامج التي تساعد في جذب الناس ودعوتهم، ولا مانع من وضع برامج أخرى وأنشطة أخرى يراها الداعية مناسبة؛ وليكن في كل الأوقات محفزًا للناس، ومشجعًا لهم، وباعثًا لهم إلى الاهتمام بجانب العبادة، وقراءة القرآن، وقيام الليل، وسائر الطاعات.

وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه.

الناشر: أسرة تحرير “رمضانيات”

المصدر: موقع رمضانيات

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى