هيا بنـا نؤمن ساعة

ضع خطتك الرمضانية

يبدأ أي عمل ناجح، ونشاط مثمر بالتخطيط، ثم يتبعه التنظيم، ويتلوه التطبيق.
وكي نجني ثمرات رمضان، ونحسن اغتنام لحظاته، وتوظيف ساعاته في الطاعة، وعمل الخير، فلا بد لنا أن نرسم خطة رمضانية، تكون بمثابة بوصلة لتوجيه الأولويات، وتنظيم الأوقات.
وقد قيل: بأن الخطط المكتوبة تكون أدعى للالتزام بها، مقارنة بالخطط الذهنية، التي ربما ضاعت بين ركام الأفكار والهموم.
وأول ما ينبغي أن نبدأ به خطتنا الرمضانية:
الدعاء، وطلب المعونة من الله بأن يكتب لنا التوفيق والسداد، ويلهمنا الثبات والإخلاص.
فمن دون توفيق الله تبقى خططنا مجرد حبر على ورق، وكما قيل:

إذا لم يكن عون من الله للفتىفأول ما يجني عليه اجتهاده
[البيت لأمير المؤمنين علي في الفرج بعد الشدة للتنوخي (1/ 177)].
ثانياً: تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ؛ وذلك أن كثيراً من الصائمين يتغير جدول نومهم في رمضان؛ وخاصة في مثل هذه الأيام، حيث تمر بنا العطلة الصيفية، فمن نام الليل فعليه ألا يضيع صلاة الفجر، ومن سهر حتى طلع الفجر، ثم نام فعليه ألا يضيع صلاة الظهر، وهكذا ينبغي عدم التفريط بأداء الصلوات والواجبات الشرعية بسبب النوم.
ثالثاً: عدم الإسراف في مشاهدة التلفاز، والحذر من تضييع ساعات رمضان مع أجهزة الجوال، ووسائل التواصل والترفيه.
والحذر ممن يسرقون رمضان تحت مسمى (رمضان يجمعنا) ولا أدري أين يريدون الاجتماع بالصائم؟! سوى بمجالس اللهو، وتضييع الأوقات.
وصدق الله سبحانه إذ يقول: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا [النساء:27] فالله سبحانه يريد لنا الهداية والمغفرة والجنة، وهم يريدون لنا الغواية والضلال والنار.
رابعاً: كيف هي صحبتك مع القرآن؟ وكم مرة تنوي أن تختم؟ وكم جزءاً تنوي أن تحفظ؟ فالمصاحف قد علاها الغبار في كثير من بيوت المسلمين ومساجدهم؛ فمتى يا ترى ننفض عنها الغبار ونذرف عند التلاوة دموع الخشوع والخشية !
خامساً: أين ستصلي التراويح والقيام؟ وهل أنت حريص على عدم تفويت ركعة من صلاة التراويح.
واحذر أن يكون همك التنقل بين المساجد، بحثاً عن الصلاة الأقصر، أو الصوت الأجمل، وإنما يكفيك الالتزام بمسجد مع الإمام؛ ليُكتب لك قيام الليل، قال -ﷺ-: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة [الترمذي (806) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2417)].
سادساً: أن تساهم في إفطار صائم؛ لتكسب مثل أجره، قال رسول الله -ﷺ-: مَن فطَّرَ صائماً كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، غيرََ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا [الترمذي (807) وصححه الألباني في صحيح الجامع (6415)].
فمن وفقه الله لتفطير صائم كل يوم من رمضان، فكأنه صام رمضان مرتين.
والذي ينبغي أن نتذكره أن شهر رمضان أقصر مما نتوقع، وسوف يمضي ليكون شاهداً بالخير للصائمين والمتقين، حيث سينادى عليهم على رؤوس الأشهاد، فيقال لهم: ادخلوا من باب الريان.

الناشر: عبد الحميد المحيمد

المصدر: موقع صيد الفوائد

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى