هيا بنـا نؤمن ساعة

بالإيمان نرتقي

إن شهر رمضان من أهمِّ مواسم الطاعات التي تزيد الإيمان والتقوى؛ لما فيه من شتَّى أنواع الطاعات؛ ولما فيه من مضاعفة الأجر والحسنات، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [الفتح:4].
والإيمان يمد صاحبه بقوة هائلة، لا تتزعزع، ويفجِّر بداخله طاقات تَستعصي على الفناء؛ فتراه يُقْبِل على الطاعات إقبالاً، ويفر من الذُّنوب والمعاصي فراره من الأسد.
وصاحب القلب المؤمن تراه هادئَ البال، بَشوشَ الوجه، يسعى في مناكب الأرض، وقلبُه يرفرِف في عنان السماء، وعندئذٍ لا يبالي بمشكلات الحياة الفانية، ولا يضعف أمام فِتنها ومغرياتها، ولا يَكترث إلَّا بكيفية المحافظة على هذه الصِّلة بالله تعالى، وعلى الشحنة الإيمانيَّة التي يخشى من انطِفاء جذوَتها، وخفوت نورها.
وبدون هذا الإيمان سوف يكون الإنسان في الحياة حائراً، وفي كل وادٍ مُتخبطاً؛ فتراه ضائق الصدر، خائرَ العزيمة، هشَّ الإرادة.
قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إذا سمعتَ الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فأرعِها سمعك -يعني استمِع لها- فإنه خير يَأمر به، أو شرٌّ يَنهى عنه" [الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 12-36) وتفسير ابن أبي حاتم (3891)].
فليس الإيمان بالتمنِّي؛ ولكن ما وقَر في القلب، وصدَّقه العمل، وإن قوماً خرجوا من الدُّنيا ولا عمل لهم، وقالوا: نحن نحسِن الظَّنَّ بالله، وكَذَبوا؛ لو أحسَنوا الظَّنَّ، لأحسَنوا العمل.
اللهم حبِّب إلينا الإيمانَ، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفرَ والفسوق والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشدين.

الناشر: محمد عبد الرحمن صادق

المصدر: شبكة الألوكة

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى