هيا بنـا نؤمن ساعة

عند التسوق لا تنسَ..

رمضان على الأبواب: ما إن تلامس هذه الجملة أسماع كثير من الناس حتى تجدهم يهرعون إلى الأسواق، يقصدون المحلات التجارية في المدينة، والبلدة، بشكل يدعو إلى الدهشة والاستغراب، ولا حرج ولا غضاضة في ذلك لجلب الحاجات؛ لكن الملفت للنظر هو الإقبال المحموم على الشراء وبكميات ضخمة، وفي بعض الإحصائيات لإحدى الدول العربية تبين أن ما يستهلكه المجتمع من المواد الغذائية خلال شهر رمضان يوازي أضعاف أضعاف ما يستهلكه في سائر الشهور.
لذا كان من المناسب أن نلفت نظر القارئ الكريم حال نزوله إلى السوق لشراء احتياجات رمضان إلى أمور من الأهمية بمكان حتى لا ينساها عند تسوقه:
لا تكن سخابًا: والسخب هو رفع الصوت بالخصام واللجاج، فقد ورد في وصف النبي -ﷺ- أنه: "ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر" [رواه البخاري:4838].
غض البصر: قال الله -تعالى-: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30]، وإن كثرة ترداد العبد على الأسواق تعرضه لرؤية ما لا يرضي الله – عز وجل -، فإن الأسواق قلَّما تسلم من مناظر محرمة.
المحافظة على نظافة الأسواق وصيانتها، فلا يجوز تلويثها بالأقذار والنفايات مما قد يكون سببًا في تعطيل حركة السير، ومصدرًا للروائح الكريهة المؤذية فيها، وأنت تعلم أن دينك يدعوك للنظافة والمظهر الحسن في كل شيء، عافاك الله.
إفشاء السلام: والسلام مندوب إلى فعله مطلقًا وبخاصة في السوق؛ لكثرة من يرتاده من الناس، وقد أُثِرَ عن ابن عمر -رضي الله عنه- وغيره من الصحابة أنهم كانوا يخرجون إلى السوق لقصد السلام.
ولا أنسى أن أذكِّر الأخت المسلمة بأن تكون محتشمة في حجابها، مبتعدة عن كل ما يشينها أو يخدش حياءها، أو يلفت الأنظار إليها من تغنج وتزين وتعطر… والله يرعاك.
عند تسوقك تذكر أن لك إخوانًا حبستهم الحاجة والعوز تتوق أنفسهم لما في سلة تسوقك، فلا تنسهم واجعل لهم نصيبًا من مشترياتك يبارك الله لك فيها، وتجدها ذخرًا لك عند لقائه.
 لا تنس احتياجات الروح: فالإنسان -أخي المبارك- يتركّب من روح، وجسد، ولكل غذاؤه، فغذاء الجسد محله التراب، وغذاء الروح من رب الأرباب، ومن الملموس أن جمعًا غفيرًا من الناس يهتمون بجانب الجسد على حساب الروح، وهذا من الخذلان! لذا نوصيك عند تسوقك وشرائك لاحتياجات شهرك أن لا تغفل عن متطلبات الروح فأنت أحوج ما تكون إليها.
وختاما.. تسوَّق بهدوء. داعين لك في الختام أن يجعل الله شهرك حافلًا بالطاعات، والرحمات، والمكرمات.

الناشر: أسرة تحرير “رمضانيات”

المصدر: موقع رمضانيات

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى