هيا بنـا نؤمن ساعة

فضائل ليلة القدر وأعمالها

إن مما أنعم به الخالق على هذه الأمة ليلة وصفها الله -عز وجل- بأنها مباركة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها إنها ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر. وفيما يلي وقفات مع فضائل هذه الليلة وأعمالها:
أولًا: فضائل ليلة القدر:

  1. أنها خير من ألف شهر، قال تعالى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3].
  2. نزول الملائكة والروح فيها، قال تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ [القدر:4].
  3. أنها سلام إلى مطلع الفجر، قال تعالى: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:5].
  4. من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، قال -ﷺ-: … من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه [البخاري:1802، ومسلم:760].

ثانيًا: أعمال ليلة القدر:
قيامها، وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها، والصلاة والدعاء، فينبغي للعبد أن يشغل عامة وقته في أعمال البر والقربات من صدقة وذكر، وشكر وإخبات، وخضوع وخشوع وافتقار، وليكن أكثر أعماله الدعاء، يقول سفيان الثوري: "الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة"، وإذا قرأ ودعا ورغب إلى الله كان حسنًا، وقد كان النبي -ﷺ- هذا دأبه في تهجده في ليالي رمضان، يجمع بين الصلاة والقراءة، والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال، وقال الإمام النووي -رحمه الله-: "ويُستحب أن يُكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين فهذا شعار الصالحين، وعباد الله العارفين" [الأذكار للنووي ص:244] وليعلم أن ليلة القدر ليست للمصلين فحسب، فقد جاء عن جويبرٍ قوله: "قلتُ للضّحَّاكِ: أرأيتَ النُّفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيبٌ؟ قال: نعم، كُلُّ من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر" [وظائف رمضان لعبد الرحمن الحنبلي النجدي ص:62] ومن أهل العلم من يستحب أن يسوي بين ليلة القدر ونهارها في العمل.
فلو قام المذنبون هذه الأسحار على أقدام الانكسار، ورفعوا قصص الاعتذار مضمونها: يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ [يوسف:88] لبرز لهم التوقيع عليها: لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف:92].
فيا أخي: رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين، وأنفاس المحبين، وقصص التائبين، ثم تعود برد الجواب، فكن ممن كتب له القبول يومها في الكتاب، ونال من نفحات الرب ما يرجو به النجاة يوم الخزي والعذاب.
نسأل الله أن يكتب لنا إدراك ليلة القدر، وحسن العمل فيها وقبوله إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الناشر: أسرة تحرير “رمضانيات”

المصدر: موقع رمضانيات

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى