هيا بنـا نؤمن ساعة

ماتت وهي صائمة تالية!

يحرص المؤمن أشد ما يحرص أن يختم له بخاتمة حسنة يلقى بها ربه، فيتمنى أن يلقاه تاليًا للقرآن، أو يلقاه وهو ساجد في صلاة، أو ملبيًا بحج أو عمرة، أو يلقاه وهو صائم، فيلقاه وهو على عبادة، وهذا ما يسمى بحسن الخاتمة.
وحسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، فآخر ساعة في حياة الإنسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها، فمن كان مقيمًا على طاعة الله -عز وجل- بدا ذلك عليه في آخر حياته ذكرًا وتسبيحًا وتهليلاً وعبادة وشهادة، وإليكم هذه القصة في حسن الخاتمة، وقعت لامرأة نحسب أن الله قد وفقها لها:
يحكي الشيخ محمد بقنة الشهراني في شريط: (مشاهد رأيتها من غسل الأموات لسوء الخاتمة وحسن الخاتمة) يقول: "جارتي في الحي الذي أعيش فيه، أبوها نحسبه من الصالحين، لا يترك صلاة في المسجد ألبتة، ابنته في الرابعة والعشرين من عمرها، فرحت بوظيفتها معلمة؛ وإن كان المكان بعيدًا عن بيتها، وكانت تذهب هي ومن معها إلى عملهم في عربة يستقلونها بالأجرة، يذهبون سويًّا، ويرجعون سويًّا، وقبل شهر رمضان لعام 1424هـ فاجأت أهلها بكلام كانت تقوله، قالت لهم قبل شهر رمضان: "إذا أنا مت فلا تحزنوا عليّ، فإني أحتسب خرجتي هذه للعمل على الله، فأنا أعلّم العلم" وكانت تخرج متحجبة متسترة من رأسها إلى أخمص قدميها، وقبل موتها طلبت من أبيها أن يأخذها لصلاة الجمعة معه فأخذها، وكان ذلك في منتصف شهر رمضان.
وبعد الجمعة بيومين في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان لعام 1424هـ تخرج من بيتها صائمة، وكان من آخر أعمالها أنها أيقظت إحدى صديقاتها لصلاة الفجر، وكانت تتلو القرآن في العربة التي كانت تستقلها، وهي ذاهبة إلى عملها بصوت منخفض، وماتت والقرآن بيدها! حصل الحادث المروع، وماتت وخرجت من الدنيا على هذه الحال الطيبة، ماتت في يوم الاثنين من رمضان، وكانت قد ولدت في يوم الاثنين من رمضان!
ماتت وقد صلت الفجر، ولم تنم بعد صلاة الفجر، بل تتلو القرآن إلى وقت الدوام.
ماتت وقد دعت إلى الله في ذلك اليوم بأن أيقظت صديقتها إلى الصلاة.
ماتت والقرآن بين يديها.
يقول الذين أخرجوها: "والله أنا أخرجناها من العربة، ووضعناها في الإسعاف، ولم يظهر من جسدها قدر أنملة" فقد كانت مع تحجبها تلبس السراويل الطويلة تحت لبسها، وتقول: "لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد" [من شريط: مشاهد رأيتها من غسل الأموات لسوء الخاتمة وحسن الخاتمة، للشيخ محمد بقنة].
فاللهم ارزقنا التوفيق لرضاك وحسن الخاتمة.

الناشر: أسرة تحرير “رمضانيات”

المصدر: موقع رمضانيات

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى