الذكر الحكيم

المرأة والقرآن

إن تلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، من أهم العوامل المـُثبِّتة على طريق الهداية؛ حيث إن المسلمة تكون بهما على اتصال دائم بربها -عز وجل-، فهي تتلو كلامه، وتذكره بلسانها، فتنشغل بذلك عن اللهو الباطل، وآفات اللسان، وتزيد من إيمانها وتقواها لله تعالى.
والمتأمل في أحوال النساء اليوم يجد العجب العجاب، حيث إن كثيراً من النساء لا يعرفن من القرآن إلا اسمه ورقمه، وأنه هدية تقدم في المناسبات، أو يزين به حجرات الاستقبال في المنزل، فضلاً عن غفلتهن عن ذكر الله تعالى.
كثير من النساء انشغلن بأخبار الفنانين والفنانات، وأهل الغناء، انشغلن حتى بأخبارهم الخاصة، من طلاق وزواج ومشاكل، وغير ذلك، والجالس معهن يجد عندهن خلفية خطيرة ومرعبة في هذا الجانب الفاسد، فهل مثل هذه النوعية من النساء سيكون للقرآن مكان عندهن؟!
 أين المسلمة التقية الصالحة من قوله -ﷺ-: من قرأ حرفاً من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ؟! [الترمذي (2910) وصححه الألباني صحيح الجامع (6469)].
أين نساء المسلمين من قوله -ﷺ-: اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ؟! [مسلم (804)].
أين النساء -اللائي يرغبن في دخول الجنة- من قوله -ﷺ-: خيركم من تعلم القرآن وعلمه ؟! [البخاري (5027)].
أبن النساء -اللائي يسألن الله تعالى حسن الخاتمة- من قوله -ﷺ-: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ؟! [مسلم (2699)].

  • المرأة الصالحة هي المرأة التي تقرأ كتاب الله تعالى، فتتدبر آياته، وتقف عند معانيه، وتتأثر بوعيده، وتأمل في وعده، فيزيدها ذلك ثباتاً وهدايةً.
  • المرأة الصالحة هي المرأة التي تجعل لنفسها ورداً يومياً من كتاب الله -كل على حسب طاقته- لا يشغلها عنه شاغل، حتى تديم الصلة بربها تعالى.
  • المرأة الصالحة هي التي يعلو القرآن عندها على كل شيء تافه، من مجلة، أو جريدة، أو كتاب ينسيها الله والدار الآخرة.
  • المرأة الصالحة هي التي يكون لسانها رطباً من ذكر الله تعالى، تعرف ما هي الأذكار الموظفة التي لها وقت ومناسبة فتقولها، وتعرف أيضاً ما هي الأذكار المطلقة التي تقال في أي وقت، وفي أي مكان.
  • المرأة الصالحة هي التي تعرف أن ذكر الله تعالى أولى عندها من هذا الغناء الفاسد من الأغاني والموسيقى واللهو الباطل.
  • المرأة الصالحة هي المرأة التي لا يكون مجلسها مجلس غيبة ونميمة ولهو باطل، بل مجالس حافلة بالطاعة، والنصيحة لله والذكر، انطلاقاً من قوله -ﷺ-: ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم منادٍ من السماء: أن قوموا مغفوراً لكم [أحمد (12453) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5507)].
  • المرأة الصالحة هي التي تذكر الله تعالى، وتُذكِّر الناس بالله، تتعلم الذكر، وتعلمه لغيرها.

فيا نساء المسلمين: اذكرن الله كثيراً لعلكن تفلحن في الدنيا والآخرة، وسبحن ربكن بالعشي والإبكار.
وهاكن بعض نماذج من الأذكار الصحيحة الواردة عن النبي -ﷺ-، وفضلها، عسى أن يكون دافعاً لكن على ذكر الله تعالى.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -ﷺ-: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم [البخاري (6682) ومسلم (2694)].
روى مسلم عنه أيضاً قال: قال رسول الله -ﷺ-: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس [مسلم (2695)].
وروى الترمذي عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: أفضل الذكر لا إله إلا الله [الترمذي (3383) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1104)].
وروى أيضاً عنه عن النبي -ﷺ- قال: من قال: سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة [الترمذي (3464) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3465)].
وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -ﷺ-: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلتُ: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله [مسلم (2704)].
وإني أنصح كل مسلمة بأن يكون عندها كتاب في الأذكار الصحيحة، يكون دليلها العملي على ذلك، ومن هذه الكتب: كتاب (مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة) لمؤلفه الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل -حفظه الله-.

الناشر: عصام بن محمد الشريف

المصدر: شبكة الألوكة

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى