هيا بنـا نؤمن ساعة

الصبر على الأذى

إذا سابَّك أحد في رمضان فقل: إني صائم، إذا قاتلك أحد في رمضان فقل: إني صائم، نعم.. لن أحمل السلاح لأنني في موسم الصلاح، وميدان النجاح، وفي محراب حي على الفلاح.
أصبرُ على أذى الناس، وأتحمل إساءة الآخرين، وأتأسى بنبيي -ﷺ-، وأقول لمن أساء واعتدى، وآذى وسب وشتم: إني صائم، إني صائم قد قطعت حظ الشيطان عني بصيامي، وضيقت عليه مسالكه وطرقه، إني صائم: كلمة يذَكّر الصائم بها نفسه وغيره؛ فيحفظ بها صيامه وطاعته لربه، فلا يجهل على أحد فضلًا عن أن يتعدى ويظلم، إني صائم: فصومي سد منيع لهوى نفسي، وحظوظها وغوايتها، فقد تركت ما اعتدت عليه من الحلال من طعام وشراب وغيرهما تقربًا إلى الله، وطاعةً له -عز وجل-؛ فكيف بما هو في الأصل حرام؟ سأكون أبعد الناس عنه؛ لأني صائم، إني صائم: فأنا ساكن النفس، مستقر البال، طيب القلب، نظيف الصدر، نشيط مبتسم لا أعبس في وجه أحد، يظهر أثر صيامي على جوارحي وطريقة كلامي، إني صائم: رائحة فمي أطيب عند الله من ريح المسك.
إني صائم: فأترك الرد على الإساءة مرضاةً لربي، كما أني أصوم لأجله سبحانه.
إني صائم: شعاري الصبر في أمري كله، والصبر ثلاثة أقسام:

  1. الصبر على الطاعات: فالعبد محتاج إلى الصبر على الطاعات؛ لأن النفس بطبعها تنفر من التكليف.
  2. الصبر عن المعاصي: وما أحوج العبد إلى ذلك؛ إذ النفس أمارة بالسوء.
  3. الصبر على المصائب: وهى كثيرة كموت الأحبة، وهلاك الأموال، وزوال الصحة وغيرها، ومن أعلى مراتب هذا الباب الصبر على أذى الناس لا سيما في شهر رمضان، قال تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [آل عمران:186] وقال لنبيه: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [الحجر:97].

ويكفيك في هذا ما جاء عن سيد البشر -ﷺ- إذ يقول: ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم -حتى الشوكة يشاكها-؛ إلا كفّر بها من خطاياه [رواه البخاري:5210] فأنت على خير في مجموع حالاتك أيها المسلم، لا سيما إذا استشعرت أنك متأسٍ بنبيك -ﷺ- حينما أوذي فصبر، وشُتم فصبر، وسُب فصبر، سجنوه فصبر، طردوه فصبر، أخرجوه فصبر، ممتثلًا قول الله: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف:18] وقول الله: فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ [ق:39]. وعلى هذا المنهاج سار صحابته -رضي الله عنهم-، ثم التابعين لا سيما في شهر الصوم والذكر.
وفقنا الله وإياك لكل خير، ودفع عنا وعنك كل ضير، والحمد لله رب العالمين.

الناشر: أسرة تحرير “رمضانيات”

المصدر: موقع رمضانيات

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى