أحكام رمضانية

الإبر الصينية هل تؤثر في الصيام؟

السؤال:

هل الإبر الصينية المستعملة للتخسيس أو لزيادة الوزن تفطر الصائم؟

الجواب:

الحمد لله.

أولًا:

الوخز بالإبر طريقة صينية قديمة لتخفيف الألم، وعلاج مجموعة مختلفة من الأمراض، بغرز إبر في أجزاء متنوعة من الجسم.

ويغرز الأخصائيون الذين يسمون “واخزي الإبر” إبرًا ثاقبة في موضع واحد، أو أي موضع من مئات المواضع المحددة على طول دوائر الطول، ويسبب غرز الإبر شعورًا حادًا بالقرص، ولكن سرعان ما يزول هذا الشعور، ليعقبه وخز جلدي يسير عرضيًّا، أو شعور بالتخدير، أو التثاقل، أو التَّألم، وذلك عندما تبقى الإبرة في مكانها.

يستعمل وخز الإبر لتخفيف الألم، وعلاج الحالات المختلفة التي تشمل التهاب المفصل، والربو، والشقيقة (الصداع النصفي) والقروح، وأمراض العيون، بالإضافة إلى بعض الأمراض العقلية.، وقد ظل الصينيون ومنذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين يستخدمون هذا النهج التقليدي في تخفيف الألم أثناء الجراحة الرئيسية، ويظل المريض في وعيه، يشعر بألم يسير، أو لا يشعر بألم على الإطلاق.

ينظر: “الموسوعة العربية العالمية” مادة: (الوخز بالإبر).

ثانيًا:

قال أبو الوليد ابن رشد:

“وأجمعوا على أنه يجب على الصائم الإمساك زمان الصوم عن المطعوم، والمشروب، والجماع، لقوله تعالى: فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة: 187].

واختلفوا من ذلك في مسائل: منها مسكوت عنها، ومنها منطوق بها؛ أما المسكوت عنها: إحداها فيما يرد الجوف مما ليس بمغذ، وفيما يرد الجوف من غير منفذ الطعام، والشراب، مثل الحقنة…

وسبب اختلافهم في هذه: هو قياس المغذي على غير المغذي، وذلك أن المنطوق به هو المغذي؛ فمن رأى أن المقصود بالصوم معنى معقول: لم يلحق المغذي بغير المغذي، ومن رأى أنها عبادة غير معقولة وأن المقصود منها إنما هو الإمساك فقط عما يرد الجوف: سوّى بين المغذي، وغير المغذي.. ” انتهى. من “بداية المجتهد” (2/698).

ثالثًا:

الحقن التي يقصد بها العلاج، ولا يراد بها الغذاء: لا تفطر الصائم، سواء كانت عن طريق الوريد، أو العضل، وأما التي يقصد بها الغذاء فهي مفطرة، كما ذهب إليه جمهور العلماء المعاصرين.

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (65632) وينظر: مفطرات الصيام المعاصرة، د. أحمد الخليل (65-68).

رابعًا:

الإبر الصينية: ليست من الحقن المغذية، وليست في معنى الطعام، أو الشراب، بل لا يتم عن طريقها إدخال شيء من المحاليل، أو السوائل للجسم، كما هو الحال في الحقن العلاجية المعتادة، وإنما هي عبارة عن وخز، واستثارة لأماكن معينة في الجسم، دون أن يكون المقصود منها إدخال شيء من السوائل إليه، كما سبق نقله.

وبناء على ذلك: فإنها لا تؤثر في الصيام، ولا حرج في استعمالها للتداوي، متى ثبت نفعها، وفائدتها للمريض.

والله أعلم.

المصدر: الإسلام سؤال وجواب.

مواد ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى