هيا بنـا نؤمن ساعة

ماذا بعد رمضان؟ 

أيها المسلم الكريم: لا أجد ما أعزيك به أبلغ من أن أقول أحسن الله عزاءنا جميعًا بانصرام هذا الشهر العظيم، ونسأل الله -تعالى- أن يكتب لنا فيه خير ما كتبه لعباده الصالحين.
أيها الأخ الفاضل: يا من أنعم الله عليه بإدراك هذا الشهر الكريم، قبل أيام استقبلنا هذا الضيف العظيم، فرحين مسرورين، وها نحن الآن وكلنا أسف، وحزن، وألم نودع هذا الضيف الكريم.
أيها الأخ الحبيب: لقد عشنا رمضان، أحببناه، وأنسنا به، لقد ملك قلوبنا، وصافح أحاسيسنا، وها هو الآن على أبواب الفراق، ها هو يودعنا.. يلوح بيده لنا.. ويبتسم بثغره!!
لكن أيها الأخ الحبيب: لابد بعد هذا الفراق من وقفة يقفها كل مسلم ومسلمة، يقف فيقول لنفسه: لقد عشت رمضان، وصليت فيه، لقد صمت فيه، وقمت، لقد كنت أحرص فيه على الطاعة، وأسارع إلى القربة، لقد أحسست فيه براحة قلبي، وهدوء نفسي، وصفاء عيشي.
وهنا أسألكِ أيتها النفس: لماذا لا أجعل من عمري كله "رمضان"؟! هل هناك عائق يعوق؟
أيتها النفس: ألست تريدين السعادة؟ ألست تطلبين الراحة؟ ألست تسعين للطمأنينة؟
هل هناك أسعد مما وجدت في رمضان؟ هل هناك أمتع، وأحلى وألذ من تلك اللحظات؟
فيا نفسي اجعلي كل حياتك "رمضان".
إنها أمور سهلة، وعبادات ميسرة:

  • محافظة على الصلوات الخمس في جماعة.
  • صيام الاثنين، والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر.
  • قراءة ولو ورقة واحدة من القرآن قبل كل صلاة، وسيكون المجموع اليومي: خمسة أوراق (نصف جزء)، وهكذا تنهي المصحف كاملًا في كل شهرين، إنه خير كثير، فإذا اعتدتِ أيتها النفس عليه؛ فلن تشبعي منه أبدًا.
  • صلاة الوتر في الليل ولو حتى بعد صلاة العشاء مباشرة إن لم أستطع القيام في الليل.
  • اجعل مبلغًا محددًا من الدخل الشهري لجارك المسكين، أو كفالة ذلك اليتيم، أو إعانة طالب علم، ولو مبلغًا يسيرًا، ولو حتى ريالًا واحدًا؛ فالحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمئة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ولا يزال الله ينمي الصدقة في يده سبحانه حتى تكون مثل الجبل، ولعله أن يكتب لك بذلك الريال آلاف الحسنات؛ والله واسع الفضل.

بهذا أيها الأخ الكريم نظن أنك لن تخسر كثيرًا بذهاب رمضان، بل سيكون عامك كله رمضان.
نسأل الله -تعالى- أن يعيننا على طاعته، وأن يعمر أعمارنا كلها بعبادته، وأن يثبت قلوبنا على دينه.
 

الناشر: أسرة تحرير “رمضانيات”

المصدر: موقع رمضانيات

مواد ذات صلة

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى