مع السلف في حفظ اللسان
قال أحد السلف: "صحبنا الربيع بن خثيم عشرين سنة، فما تكلم إلا بكلمة تعليه عند الله" [حلية الأولياء (2/ 110)].
وعن رجل من بني تميم، قال: "جالست الربيع عشر سنين، فما سمعته يسأل عن شيء من أمور الدنيا، إلا مرتين: قال مرة: والدتك حيّة؟ وقال في الثانية: كم لك مسجداً؟" [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 110)].
وقال آخر: "صحبت الربيع عشرين عاماً، ما سمعتُ منه كلمة تُعاب" [الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 273-1977)].
عن محمد بن سوقة، قال: "أحدثكم بحديث لعله أن ينفعكم؛ فإنه قد نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح: يا بني أخي، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضوله ما عدا كتاب الله -عز وجل- أن تقرأه، وتأمر بمعروف، أو تنهى عن منكر، أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن عليكم حافظين، كراماً كاتبين؟ عن اليمين وعن الشمال قعيد؟ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟ أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته يوم القيامة ليس فيها من أمر دينه ولا دنياه؟" [حلية الأولياء (5/ 4)].
قال إبراهيم الحربي: "ما أخرجتْ بغداد أتمّ عقلاً من بشر الحافي، ولا أحفظ للسانه منه، ما عُرِف له غيبة لمسلم" [البداية والنهاية (10/ 327)]
قال الإمام ابن دقيق العيد: "ما تكلمتُ كلمة، ولا فعلتُ فعلاً، إلا وأعددتُ له جواباً بين يدي الله -عز وجل-" [طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (9/ 212)].
قال ابن السماك: "سبعُك -أي: أسدك- بين لحيْيْك، تأكل به كل من مر عليك، قد آذيتَ أهل الدور في الدور، حتى تعاطيتَ أهل القبور، فما ترثي لهم، وقد جرى البلى عليهم، وأنت ها هنا تنبشهم، إنما نرى أن نبشهم أخذ الخرق عنهم، إنك إن ذكرتَ مساويهم فقد نبشتهم، إنه ينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاث خلال: أما واحدة: فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك، فما ظنك بربك إذا ذكرتَ أخاك بأمر هو فيك؟ ولعلك تذكره بأمر قد ابتُليتَ بأعظم منه، فذلك أشد استحكاماً لمقته إياك، ولعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه، أفهذا جزاؤه إذ عافاك؟! أما سمعتَ: ارحم أخاك واحمد الذي عافاك؟" [صفة الصفوة (2/ 102)].
وعن أبي بكر بن عياش، قال: "أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى به عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى بها بلية" [سير أعلام النبلاء (8/ 501)].
قال مورق العجلي: "تعلمتُ الصمت في عشر سنين، وما قلتُ شيئاً قط إذا غضبتُ أندم عليه إذا زال غضبي" [نزهة الفضلاء (1/ 397)].
الناشر: موقع إسلام ويب
المصدر: موقع إسلام ويب