أحكام رمضانية

هل هناك دعاء يقال عند السحور؟

السؤال

ظننت أيام المدرسة أن هناك دعاءً مخصصًا فقط للإفطار وليس للسحور؛ لأن في السحور النية محلها القلب لكن زوجي أخبرني أن هناك دعاءً مخصصًا للسحور أيضًا.
رجاء التوضيح، هل هذا صحيح؟

الجواب

الحمد لله
نعم، هناك أدعية خاصة وردت بها السنة يقوله الصائم عند فطره، فيقول: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله، وله أن يدعو بما يشاء، لا لكون ذلك ورد في السنة تنصيصًا، بل لأنه محل نهاية عبادة، ويشرع للمسلم أن يدعو عند ذلك.
سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله:
هل هناك دعاء مأثور عن النبي ﷺ عند وقت الإفطار؟ وما هو وقته؟ وهل يتابع الصائم المؤذن في الأذان أم يستمر في فطره؟
فأجاب:
” إن وقت الإفطار موطن إجابة للدعاء؛ لأنه في آخر العبادة؛ ولأن الإنسان أشد ما يكون – غالبًا – من ضعف النفس عند إفطاره، وكلما كان الإنسان أضعف نفسًا وأرق قلبًا كان أقرب إلى الإنابة والإخبات إلى الله عز وجل، والدعاء المأثور: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، ومنه أيضًا: قول النبي ﷺ: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ، وهذان الحديثان وإن كان فيهما ضعف لكن بعض أهل العلم حسنهما، وعلى كل حال فإذا دعوت بذلك أو بغيره عند الإفطار فإنه موطن إجابة ” انتهى.
” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” (19 / السؤال رقم 341) .
وانظر في تخريج حديث ” ذهب الظمأ… ” و ” اللهم لك صمت ” جواب السؤال رقم (26879) ، وفيه بيان ضعف الأول وحسن الثاني، وفيه فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في موضوع الدعاء.
وأما السحور فليس هناك دعاء خاص يقال عنده، فالمشروع هو أن يسمي الله في أوله، ويحمده إذا فرغ من الطعام، كما يفعل ذلك عند كل طعام.
لكن من أخَّر سحوره إلى الثلث الأخير من الليل فإنه يدرك بذلك وقت النزول الإلهي فيه، وهو وقت استجابة الدعاء.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ. رواه البخاري (1094) ومسلم (758) . فيدعو في هذا الوقت لكونه وقت إجابة لا من أجل السحور.
وأما النية فمحلها القلب ولا يشرع التلفظ بها باللسان، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومن خطر بقلبه أنه صائم غدًا فقد نوى”.
والله أعلم.
رقم الفتوى 65955

المصدر : الإسلام سؤال وجواب

مواد ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى