أحكام رمضانية

هل يجوز إزالة شعر الجسد بالليزر؟ وهل يؤثر على الصيام؟

السؤال:

يغطي جسدي شعر كثيف، وأريد التخلص منه بالليزر تمامًا، فهل يمكن فعل ذلك، وأنا صائم؟ أم أن الليزر حرام على الرجال على كل حال؟

الجواب:

الحمد لله.

أولًا:

ما أمر الشارع بتركه من شعر البدن كاللحية، والحاجبين، فإنه لا يؤخذ منه شيء؛ سواء كان ذلك في حال الصيام، أو في غيره من الأحوال.

وما أمر بأخذه، فإنه يُزال، أو يؤخذ منه بقدر ما ورد الشرع به، مثل الإبط، والعانة، والشارب للرجل.

وما سكت عنه فإنه عفو، ويدخل في ذلك: شعر الأنف، والصدر، والظهر، والساقين، والساعدين.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: “الشعور ينقسم أخذها إلى أقسام:

القسم الأول: الشعور التي أمر الشارع بإزالتها، مثل: شعر العانة، والإبطين، والشارب؛ أمر بقصه.

القسم الثاني: الشعور التي نهى الشارع عن إزالتها: شعر اللحية، وكذلك النمص، وهو نتف الحواجب.

القسم الثالث: الشعور التي سكت عنها الشارع، كالرأس، والساق، والذراع، وبقية شعور الجسم؛ فما سكت عنه الشارع، فقد قال بعض العلماء: إنه منهي عن أخذه؛ لأن أخذه تغير لخلق الله، وتغيير خلق الله من أوامر الشيطان، لقوله تعالى: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وقال بعض العلماء: إن أخذه مباح؛ لأنه مسكوت عنه؛ لأن الشرع أمر، ونهى، وسكت؛ فلما سكت، علم أن هذا ليس مما أمر به، ولا مما نهى عنه؛ لأنه لو كان منهيًا عنه لنهى عنه، ولو كان مأمورًا به لأمر به.

وهذا الأقرب من حيث الاستدلال: أن إزالة الشعور غير التي نهى عنها جائزة” انتهى من “مجموع فتاوى، ورسائل العثيمين” (11/ 205-206).

وانظر إجابة السؤال رقم: (45557).

والحاصل: أن مدار إزالة الشعر من الجسد هو إذن الشارع في نفس إزالته.

ثم لا فرق بين أن يكون ذلك عن طريق الليزر، أو غيره من وسائل الإزالة، والأصل هو جواز استخدام الليزر في ذلك، وفي غيره من الاستعمالات المباحة، إلا أن يقول الأطباء الثقات: إن البدن يتضرر بذلك؛ فلا يجوز له أن يستعمل ما فيه ضرر عليه.

ثم لا دخل لهذه القضية برمتها بأمر الصيام، فالصيام لا يمنع من إزالة شعر، ولا يأذن فيه، ولا يفسد بشيء من ذلك، ولا يكمل به، ولا مدخل له في ذلك.

لكن من كان يزيل شيئًا من شعره، على وجه المعصية، والمخالفة: كان أمره في رمضان أشد؛ لأنه ينبغي أن يصون نفسه عن العصيان، والمخالفة، قبل أن يصوم عن طعامه، وشرابه، وشهوته.

انظر إجابة السؤال رقم: (14030).

والله أعلم.

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.

مواد ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى