ما الحد الأدنى لقيام الليل في رمضان؟
السؤال:
ما الحد الأدنى والأقصى للقيام في الليلة؟
الجواب:
الحمد لله.
لم يجعل الشرع لقيام رمضان حدًّا أدنى وأعلى، فليس ثمة عدد معين من الركعات لقيام ليل رمضان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “نفس قيام رمضان لم يُوقت النبي ﷺ فيه عددًا مُعينًا … ومَن ظنَّ أن قيام رمضان فيه عددٌ مُوقتٌ عن النبي ﷺ لا يُزاد فيه ولا يُنقص منه فقد أخطأ … وقد ينشط الرجل فيكون الأفضل في حقِّه تطويل العبادة، وقد لا ينشط فيكون الأفضل في حقِّه تخفيفها.
وكانت صلاة رسول الله ﷺ مُعتدلةً؛ إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود، وإذا خفَّف القيام خفَّف الركوع والسجود، هكذا كان يفعل في المكتوبات، وقيام الليل، وصلاة الكسوف، وغير ذلك” انتهى[1].
والحاصل: أن قيام الليل لا حدَّ لأكثره، فيُصلي المسلم ما شاء من الركعات، وأما أقلُّ ما يُصلي الرجل من ليله بعامةٍ فهو ركعة الوتر.
وفي حصول قيام ليلةٍ من رمضان بمجرد ذلك نظرٌ بَيِّنٌ؛ فالشرع حثَّ على قيامٍ خاصٍّ يكون في رمضان آكد من قيام غيره من ليالي العام، وهكذا كان حال رسول الله ﷺ، وحال السلف الصالح، حتى شرع فيه من الاجتماع الراتب على الإمام في المسجد ما لم يشرع في غيره، وورد الترغيب في أن يصبر المرء مع إمامه حتى يفرغ من صلاته كلها؛ عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: إن الرجل إذا صلَّى مع الإمام حتى ينصرف حُسِبَ له قيام ليلةٍ[2].
وراجع للفائدة جواب السؤال رقم (153247).
وأما إذا صلى وحده فالأفضل أن يُصلي كما كان يُصلي النبي ﷺ: إحدى عشرة ركعةً بخشوعٍ؛ حتى يتحقق أنه صلى إيمانًا واحتسابًا؛ عن أبي سلمة بن عبدالرحمن: أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ في رمضان؟ فقالت: “ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعةً، يُصلي أربعًا فلا تَسَلْ عن حُسْنِهنَّ وطُولِهنَّ، ثم يُصلي أربعًا فلا تَسَلْ عن حُسْنِهنَّ وطُولِهنَّ، ثم يُصلي ثلاثًا”[3].
فإن زاد على ذلك فلا بأس، وللفائدة طالع جواب السؤال رقم (9036).
والله أعلم.
المصدر: الإسلام سؤالٌ وجوابٌ.
- “مجموع الفتاوى” (22/ 272- 273).
- رواه أحمد (21419)، وأبو داود (1375)، والترمذي (806)، والنسائي (1364)، وصححه الألباني.
- رواه البخاري (1147)، ومسلم (738).