هيا بنـا نؤمن ساعة

كيف نفوز بليلة القدر؟

مسعد عرفة

من الأمور التي تعين على الفوز بليلة القدر:

أولًا: ينبغي على المسلم أن يتحرّاها في الليالي العشر الأواخر من رمضان:

وذلك بالاجتهاد في العبادات والأعمال الصالحات في هذه العشر كلّها، وألا يفتر في ليلة منها، وخاصة الليالي الوتر، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: “أن النبي ﷺ قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان[1].

وروي عن عائشة -رضـي الله عنها-: “أنَّ رسول الله ﷺ قال: تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان[2].

ثانيًا: ينبغي على المسلم أن يجتهد في قيام هذه الليالي العشر وإحيائها:

فقد روي عن النبي ﷺ: أنَّه كان إذا أتت العشر الأواخر من رمضان، كان يحيي ليله، ويوقظ أهله، ويعتكف في المسجد للعبادة، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان النبي ﷺ إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”[3].

وذلك لأن قيام الليل في هذه الليالي المباركة من أفضل العبادات، التي يمكن أن يتقرب بها المسلم إلى الله -عز وجل- لما له من عظيم الأجر كما أخبر النبي ﷺ فقد روى أبو هريرة، عن النبي ﷺ أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه[4].

وهذا القيام يبدأُ من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، كما قال تعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [سورة القدر:5].

ومن كان يصلي القيام في المسجد خلف الإمام فيستحب له عدم الانصراف من المسجد حتى ينتهي الإمام من الصلاة، إن أراد أن ينال أجرَ قيام ليلة كاملة؛ فقد روي عن النبي ﷺ أنه قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة[5].

ثالثًا: الاجتهاد في الدعاء في هذه الليالي العشر:

وخاصة بهذا الدعاء الذي علمه النبي ﷺ لأم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- فقد روي عنها أنها قالت للنبي ﷺ: “يا رسول الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أيّ ليلةٍ ليلةُ القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحبّ العفو فاعفُ عنّي[6].

وفي الختام: أسأل الله أن يُبلّغني وإياكم ليلة القدر، وأن يرزقنا صيامها وقيامها على الوجه الذي يرضيه عنَّا، وأن يكتب لنا أجرها، ولا يفتنّا بعدها، وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: مركز تفسير للدراسات القرآنية.

  1. رواه البخاري (2021)، ومسلم (1167).
  2. رواه البخاري (2017).
  3. رواه البخاري (2024).
  4. رواه البخاري (1901)، ومسلم (760).
  5. رواه أبو داود في سننه (1375)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود (2).
  6. رواه الترمذي في سننه (3513)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2091).

مواد ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى