هيا بنـا نؤمن ساعة

حتى لا نفقد أجواء رمضان الإيمانية في زمن كورونا

أحمد عايش أحمد عثمان

ربما يمر علينا رمضان هذا العام مختلفًا عن غيره من الأعوام السابقة، ربما يمر علينا بلا تراويح، ولا زيارات عائلية، ولا موائد إفطار، وقبل ذلك بلا جُمع ولا جماعات في المساجد، فحينئذٍ قد يشعر بعض الناس بفقدان روحانية رمضان.

ولكن أيها الأحبة دعونا ننظر إلى رمضان في زمن كورونا من زاوية أخرى فيها تفاؤل واستثمار للفرص المتاحة بين أيدينا، سيشعرنا رمضان هذا العام بنِعَمٍ ربما كنا لا ندرك قيمتها؛ لأننا تعودنا عليها وألِفناها؛ كنعمة صلاة الجمعة والجماعة، وصلاة التراويح في المساجد، ونعمة الزيارات الأسرية، ولمِّ شمل العوائل، ونعمة لقيا الأصحاب والخِلَّان، ونعمة الخروج إلى المتنزهات وأماكن الترفيه، التي ربما عبث بها البعض ولم يدرك قيمتها… نعم كثيرة سندرك قيمتها هذا العام؛ قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [سورة البقرة: 216]؛ لذا فلنجعل من رمضان هذا العام مختلفًا تمامًا عما قبله، دعونا نجعل منه محطةَ مراجعةٍ لسلوكياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وأسلوب تعاملنا معهم.

لنجعل منه هذا العام فرصة للجلوس مع أنفسنا مراجعين لها ومحاسبين: كيف هي في إقبالها على العبادة وإتقانها لها؟ كيف هي مع قراءة القرآن الكريم وتدبر ألفاظه وتأمل معانيه؟

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة للجلوس مع العائلة جلسات إيمانية، نحلق فيها مع كتاب الله عز وجل وسيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ لنتسامر معهم في جو أسري نتحدث فيه عن ذكريات رمضان الجميلة أيام أجدادنا، وكيف كانوا يعانون من الحر، وشظف العيش، وقلة وسائل الراحة، ولا يمنعهم ذلك من الصيام والقيام وقراءة القرآن.

لنجعل من رمضان هذا العام شهرًا نتذاكر فيه معاناة تلك الأسر التي شُرِّدت عن بعضها البعض بسبب الحروب؛ فلا تكاد الأم تلتقي بأولادها، ولا الأخ بإخوانه، فحينها نشعر بعظم نعمة الله علينا، وقد اجتمعنا بأسرنا في بيت واحد يلم شملنا.

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة لتذكر المرضى وهم على الأسِرَّةِ البيضاء، كيف منعهم المرض من العودة إلى منازلهم، والجلوس مع عائلاتهم؛ فنتذكر نعمة الصحة والعافية.

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة لمراجعة مناهجنا في الحياة.

لنجعل منه فرصة للجلوس مع ذواتنا، بعيدًا عن ضجيج الحياة الصاخبة بعلاقاتها الاجتماعية المتشعبة، التي ربما أنستنا الاهتمام بذواتنا وتطويرها والرقي بها، والتي أنستنا الاهتمام بأولادنا وأُسَرِنا.

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة للابتهال إلى الله تعالى أن يرفع البلاء والوباء عن كويتنا الحبيبة، وعن جميع بلدان المسلمين، والعالم أجمع.
أبشروا وتفاءلوا، سيصافح بعضنا بعضا قريبًا؛ فقد قال الله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا  [سورة الطلاق: 7].

المصدر: شبكة الألوكة

مواد ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى